كنا في الزمن الماضي ونحن صغار نتحدى بعضنا البعض ونحن واقفون امام سور المدرسة «اللي يوصل بولته ابعد» ثم انتقل التنافس في صوره المتعددة الى سوالف «عمية» لا استطيع كتابتها ولا قولها، كبرنا وتحول التحدي الى تحقيق ارقام قياسية في اشياء اخرى، وفجأة ظهر معتوه دولي اعاد الى الاذهان تلك الصورة «البولية» فيما اسماه موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فبات المجانين يتهافتون على تسجيل عقدهم على شكل أرقام قياسية، فإن في غينيس الموسوعة اطول واقصر كل شيء في العالم «ما يحتاي اشرح» وفيها اقوى «ضرطة» للحوت الذي يسكن المحيط الهندي، وفيها من الشذوذ والتفاهة ما يجعلها موسوعة المعتوهين، حتى ان التعليقات التي تتصدر موقع «هيت الترفيهي» وهو موقع الشركة المالكة للموسوعة، جعل من العرب المتفاعلين اضحوكة، فأرقامهم ليست من صنعهم ومشاركاتهم حسب التعليقات تسمى تافهة، رغم تفاهة الموسوعة وصموا العرب ومشاركاتهم بالأتفه، اكبر صحن تبولة، اصغر نبتة زعتر، ومن هذه الاختراعات القياسية المنحطة، ولو كان المشارك فرداً او مجموعة فإنما يدل ذلك على فراغهم وسطحية تفكيرهم، لكن ان تقوم وزارة تربي النشء وتعلمهم في دولة محترمة مثل الكويت، وبمباركة الوزير «المفهي» للمشاركة في موسوعة «الفلس» بأكبر علم للدولة فهذا ارخص من ما توقعته، ليأتي الوزير ويصرح ثم تأتي «كونا» واجهة الاعلام الرسمي وتنقل تصريحه، بأن غينيس ساهمت برفع اسم الكويت في المحافل الدولية! الا تعساً وتبا لكم.
الإثنين, 11 فبراير 2019
عقول تافهة

جعفر محمد
وسع صدرك