نجحت الكويت في تنظيم كأس الخليج، واستضافة الدول المشاركة، وتسهيل كل صعوبات كانت قد تواجههم، وتميزت اللجان العاملة بالبطولة بعطائها المتقن وعملها الدؤوب، وسارت كل الأجهزة إلى تحقيق هدف واحد جنباً إلى جنب، ألا وهو إثبات الوجود، ولمَ لا؟! ولماذا يجب أن نفرح؟! ونحن في الكويت ننفرد بكوادر كويتية تعشق التحدي ليس في الرياضة وحسب، ويأتي هذا العشق من طبيعة البيئة الكويتية، فما تراه سيدي القارئ، من انجاز رياضي، هو في حقيقته يتعدى حدود الرياضة، فقبل 30 عاماً تقريباً نظمت الكويت بطولة الصداقة والسلام للألعاب الرياضية، وكان قرار التنظيم قد اتخذ من القيادة قبل 25 يوماً فقط، فهب الشباب والمؤسسات لتقديم نموذج فريد من نوعه في سوح العطاء، بل إن توسعة استاد نادي كاظمة الذي سُمي لاحقاً باستاد الصداقة والسلام، جرت فصولها في أقل من شهرين، كان الهدف أمام الناس الرياضة، وكانت الأهداف أمام وزير الخارجية آنذاك سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وفريقه المكون من الشهيد فهد الأحمد وبقية اللجان، كانت الأهداف متعددة وذات طبيعة إنسانية وتنموية، فمن الذي جمع منتخبي إيران والعراق بعد حرب السنوات الثماني؟ ومن جمع الفرقاء في كينيا وأوغندا بعد صراعهم؟
ومن الذي جاء بتونس والمغرب على هيئة فرق رياضية ليذيب الخلافات؟ انها الكويت يا سادة، إنها القيادة الفذة، التي تمارس هذا الدور الكبير في تقريب الأوطان وجمع المتخالفين لتصفية النفوس، وإن الكويت تمتلك كوادر بشرية تعمل بدقة بسبب الانتماء لهذا الوطن، وتؤمن بأن القيادة دائماً تقف خلف إذابة الجليد المتراكم بين الأصدقاء والأشقاء في كل القارات، هذه الكويت وهذا شعبها فلا تستغربوا.
الأحد, 07 يناير 2018
شعب الصداقة والسلام

جعفر محمد
وسع صدرك