إلى أين سيقودنا امتداد القبيلة في مقابل انحسار الدولة؟ ما يجهله أبناء القبائل، باستثناء الساسة القبليين، أن التقوقع القبلي وتعاظم الروح القبلية هو أكبر خطر عليهم لأسباب عدة أهمها أن «وهم التنافس مع الآخر» سيكون فقط محصورا في التنافس القبلي-القبلي، وفي الانتخابات التشريعية أو البلدية أو الجمعيات التعاونية فقط, لأن القبيلة لا تضمن لأفرادها أحقية المنافسة الاقتصادية أو المهنية بسبب ضعفها في هذين المجالين، ناهيك عن عدم قدرتها على تأصيل مبادئ العدالة الاجتماعية والكفاءة، لأنها بالأساس ضد مثل هذه التوجهات.. والمثل يقول «فاقد الشيء لا يعطيه»!
الدولة المدنية, ملاذ أبناء الكويت جميعا من قبائل وعوائل وطوائف، وهي السياج الآمن لحماية مكتسباتهم الديمقراطية والدستورية، وهي -أيضا- الأرض الخصبة لتحقيق الرغبات والطموحات الذاتية المشروعة، ومن ير في القبيلة أو الطائفة أو العائلة ملاذا فهو واهم. ولعل ما يمر به البلد من ظروف اقتصادية، وما تمر به المنطقة من تصدعات امنية، يتطلب منا جميعا التنازل عن «صغائر» السلوكيات والنزعات والتوجهات، والتي تجعلنا «شظايا» متفجرة ضد بعضنا البعض وتحت اعذار ومبررات واهية ومضرة مثل «الفزعة الجاهلية» وغيرها!
الكويت اكبر منا, هذا ما علينا أن نؤمن به، وأن نعمل به، وأن نصارع من اجله، سواء على المستويات الفردية «في البيت أو بين الاسرة أو الأصدقاء»، أو على المستويات العامة «في العمل أو الشارع أو الديوانية أو الصحافة أو السوشيال ميديا». هذا ما يجب علينا أن نسلكه الآن، وقبل فوات الأوان، لأن تراكم الأخطاء في النزعات الذاتية سيكون مؤلما جدا في المستقبل.
الخميس, 12 يناير 2017